محض حيرة




لو وضعتُ أمامكَ عمرين،
كنتَ ستختارُ أيهما؟

أيها الكاذبُ الأزليُّّ..
..
تنفّس بعمقٍ
أجل..
ثم لا تلتفت للحقيقةِ إن هي نادتكَ: (يابني)
ابتسم
مثلما عوّدتكَ الكتابةُ
هذان عمران.. لكن قصيرين
مثل جنونِ البنفسجِ
كنتَ ستختارُ أيهما؟
أن تكونَ هنا
والفتاةُ التي صادفتكَ على المصعدِ
اختلقت صورةً لك عنكَ
وحكّت بمعطفِها حائط البيتِ.. ثم مضت

أم تكونَ هناك
تلامسُ نهدينِ من وبر الروح
كي تقشعرّ الحياةُ
وينفرُ شعرُ الكمان

لو وضعتُ أمامكَ قلبين
كنتَ ستختارُ أيهما؟
واحدٌ منهما عالقٌ فوقَ أغنيةٍ عاليةْ
مثلُ هرٍّ صغيرٍ،
يرى الأرضَ.. لكن.. يخافُ السقوط عليها
وثانيهما.. وَشَقٌ أرعنٌ
تتلبّسهُ رغبةُ الانفلات

أكنتَ ستختارُ قلبَكَ؟
كنتَ ستختارُ أن تغسلَ الهلعَ المتراكمَ
كلّ صباحٍ على جلدِ وجهكَ..
كنتَ ستختارُ أن تطلقَ الابتساماتِ من دونِ داعٍ
كلاباً تعضُّ –بفتنتها- ضجرَ (الإتيكيتِ) الغبيِّ

أكنتَ ستختارُني
لو وضعتُ أمامكَ نفسي.. هنا.. الآن
أم أنكَ اخترتَ حقاً، وما عادَ من حاجةٍ للسؤال؟

ليست هناك تعليقات: