أحلام مشروطة




لنحلم..
أن هذه الحصى.. أصابع
تنقر على مفاتيح البيانو،
أن هذا الليل عضة ذئب
لثلجِ الكلام..

لنحلم، وبلا تردد
كلما فقدنا وعينا..
وبدأت خطواتنا تتثاقل
أن هذه الرائحة ورق جرائد
تخبزُ عجين الشهداء

لنحلم، لنغمض أعيننا ونفعل..
أن هذه العبوات.. دموعَ الأغاني الهرمة
لنحلم.. دون أدنى شفقة
أن الرصاص الانشطاري
هو كل القبلات المختلسة منذُ الهرب الأول

لنحلم، لو كان في وسعنا..
أن القصائد الميتة على الأرصفة
ما يزال في صدرها نفس.. وتتمتم بحروف باهتة
قبل أن ترفع يديها للسماء المثقوبة برمح اليأس
..

لو أنك لم تخترع لنا الحلم..
لو أن في رؤوسنا مزارع أفيون
لو أن الأصابع التي تعزف البيانو.. تضغط الزناد
..

كانت الكلاب تجري وراءنا،
أما أنا فكنتُ أعرجُ، وأعرجُ، وأعرج..
ممسكاً بيد الحلم السوداء
وكانت حقولُ الغاز المسيّل للدموع رطبة
والعبوات كانت خضراء ويانعة..
وأنا أركض.. وكان عرقي يتساقط على العبوات اليانعة
فتذبل، وتذبل..

وصرختُ بالحلم الذي سقط من يدي..
صرختُ فخرج من فمي شيء يشبه الثلج..
لم أتبين ما هو، فخشيت عليه

لو أحلم الآن، قلتُ لو أتمكن من الحلم..
هذي البلادُ كلها طين
وطينها كله دمٌ وعجين..

لنحلم..
لنحلم، مثلُ البذلات الكحلية
مثلُ الخوذات البيضاء كفطر..
لنحلم، أن هذه اللغات التي تأكلنا
لها معنى..
أن الصمت جسرٌ بين عيوننا وعيونهم
بلا شروط مسبّقة، بلا نقاط سبع،
بلا سقف منخفض أو سقف واطئ

لنحلم..
لو كان في وسعنا أن نفعل..
لو أن هذا النصف من الليل يكفي لكي نفعل
لو أن الأبواب المخلوعة
صدّت الريح قليلاً
عن رأسنا المثقوب..
بحلمٍ حاد..

ليست هناك تعليقات: