أمرِّنُ بالمكر


صورة للفوتوغرافية كاترينا لومونوسوف





أقولُ لقلبي
ارتجل بعضَ نبضِكَ
لا تلتزم بالذي كتبوهُ لكَ
اخرجْ قليلاً عن النص
كن كاذباً أرعناً يتحدّى طبيعتهُ
وتوّقف متى شاءَ قلبُكَ أن تتوقّفَ
لا ما تشاءُ الروايةُ
أنزِل ستائركَ المخمليةَ في أيِ فصلٍ
ولا تنتظر من يصفّقُ
ليس هنالك من يتفرّجُ
غيري أنا
وأنا لا يدانِ ولا رغبةٌ في البكاءِ

تعرّف على امرأةٍ في الظلامِ
وخُنها مع امرأةٍ تتلحفُّ بالأحمرِ
انتشِلِ الوردَ من نهدِها ,
وأَعِدهُ إلى شَغفِ الأرضِ  ,
لا تختبئ من غرورِ المُراهِقِ

يا قلبُ ,
هذا نهارُكَ أعمى
كما ولدتهُ على خوصِ نخلتِهِ أمّهُ
فتحسّس يديهِ وقُدهُ إلى قبرِهِ عبر بوّابةِ الفرحِ
....

اجلس إلى الكأسِ
واشرَب ليسكَرَ ظنُّكَ
أجدَرُ بالخطأِ الحرّ تغدو
تُضاءُ بذاكَ السوادِ الذي تحتَ عينيكَ
وانظر لتمثالِ ساقِيكَ
من خلفِ قنّينةِ الشهوةِ
الآنَ يا قلبُ صرتَ على قابِ حزنينِ
فلتفتعِل مَعَ صمتِكَ بعضَ العِراكِ
وتخلدَ للنومِ بحراً على حافّةِ البرتقالةِ

أنتَ الخطابُ الذي تَركتهُ الطبيعةُ
في قمقمِ الجسدِ المتهدِّجِ يا قلبُ
تلقي بكَ الريحُ نحوي
أخضُّكَ , تصرخُ :
" هذي الرمالُ اشتهاءاتُ أنثى "
[ وألقيكَ في اليمِّ
يقذفكَ اليمُّ للساحلِ ]
انفلقَ البحرُ 
يأخذ عينيكَ مني عدوٌ لنا
فانتبه
لستَ موسى .. ولستُ عصاكَ
ولكننا شرفتانِ تقابلتا في الطريقِ
لذيلِ الكنايةِ وانتهتا بالجسد

ويا قلبُ
ضِعْ في الطريقِ إليّ
أضِيعُ أنا في الطريقِ إلى فكرتي
أيها البدويُّ اليُحاصِرُ صحراءهُ بالكلامِ
اختصر
لا تقل سوسنك
دفعةً واحدة
دع كلاماً يجيءُ على غيرِ موعدِهِ
وكلاماً يُعدُّ لهُ المائدة

وأتلِفْ تعاليمَهُم
فالشريعةُ مثخنةٌ بالسراديب ِ
وحدُكَ تعرفُ أيُّ الجهاتِ
هي الجهةُ الزائدة

أيها القلبُ يا حارسَ العدمِ المطمئنُّ
الخرافاتُ بيتُكَ
ثق بي ولكن توجّسْ وكن حَذِراً
حين تُطلِعُ مثلي على السرِّ
لا تعترف بالحقيقةِ كاملةً
طرَفاً من دمِ القولِ خُذ
أيّها القلبُ
واترك لنا طَرَفاً
واحلل اللغزِ شيئاً .. فشيئاً
متى ما وثقتَ بنا عقدةً
ضَعْ لنا نجمةً نهتدي للضياعِ
بجملتِكَ الشاردة.

ليست هناك تعليقات: