من يحمل المرآة؟
أنتَ أم المدى..
متحولاً محضاً،
أتقنعني بأنكَ من أنا؟
أنت النقيض الداخليّ،
الغامضُ الشبقُ البوهيميّ،
المريضُ التافهُ البكّاء..
قلبي
لستُ أعرفكَ،
احتمالٌ أم يقينيٌّ،
بطيءٌ مثل حرباءٍ
سريعٌ مثلها..
من يحملُ المرآةَ عني،
من يكدّرُ صفو هذا الوهم؟
من يرمي حجارةَ ظلّهِ ببحيرةٍ بلهاء
تحملُ صورتي..؟
في البدء لم أعرف بأني كنتُ في المرآة
كان الطفلُ مشدوداً إلى قُرنائهِ
كتفٌ إلى كتفٍ، سوادٌ في الأكفِّ
"مشامرٌ" تلهو بأفق الكونِ
في ضيقِ "الزرانيقِ"
الدخانُ يغلّف المرآةَ
و"العبّاس" تمثالٌ من الدمع المهول،
يسيرُ بالطرقاتِ
نحو مكامنِ الأسطورةِ الأولى
قدورُ الندبِ تطبخُ حزننا الأبديّ
كانت صورتي مخدوشةً
بأظافرِ الأصحاب
كانت مثلُ ضوء الشمعةِ الخابي
فلم أعرف بأن الطفلَ في المرآةِ
يُشبهني
وأني كنتُه يوماً
ولم أحفلْ بأفطَسِ أنفِهِ،
ودقيقِ مبسمهِ،
وحدَّةِ طبعِهِ،
وبكائهِ،
فتركتُهُ ينسلُّ
للنسيانْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق