لستَ إلهاً يا صديقي ولستُ قساً، ليس بيديكَ صولجانُ وهم، ولا أنا بالذي تحتَ قدميك، عيناكَ الخضراوان كعشب بركةٍ راكد ليستا حجري نردٍ عابثين، ويداي الممتدتان إليك.. ليستا دمَ الأضحية، لا أنا ولا أنتَ ولا هو أيضاً.. تماثيلَ شطرنج سقطت عن مربع السواد الأبديّ، لسنا حلّ أحجية متروكٍ للصدفة، ولا مناديلَ ورقٍ تحملها خفة الهواءُ لثقل البلل.
أنا وأنت وهو.. بهذه الوجوه الثلاثة المنحوتة من خشب الخطأ البشري الأملس، من طينِ الجهل الآدمي اللزج، جميعنا من نفخةِ التجربة الساخنة..
ثلاثة، يحملُ كل منا كيساً ثقيلاً من قطع الخزف المكسورة بيدِ النزق والخوف والمجازفة، ثلاثة.. لكل منا قطعه التي يأسفُ عليها، تلك التي يضمها في حضنه ويبكي عندما لا يكون أحد يراه، أو تلك التي يجمعها فتصير صورة مكسورة عنه، تشبهه حدّ المرآة، نحنُ الخزافون الذين تلوثت أكفنا ببنيّ الجفاف، وقلوبنا بسخم الفحم، نحن الخزافون الذين ولا مرة.. ولا مرة يا صديقي خرجت من أفراننا آنيةٌ لم تكسرها نارُ المبالغةِ أو عبث العجلة..
نحنُ الخزافون الذين لسنا آلهة ولا قساوسة.. ولا خطاة، نحنُ ندمُ الطينِ الخائر ساعةَ تحرقه النار فيعرفُ أنهُ لن يعودَ ليّناً كما كان.. فينكسر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق