ما أبعدَ التاريخ،
ما أعمى المكانَ.
قذيفةٌ شطرت نبوع الماء بين يمامتين
قذيفةٌ نفخت على نفقِ السؤال،
فهاج ماضٍ لم يجد مستقبلاً ليموتَ فيهِ
جيشٌ من الصحراء
جيش من غبار النفط
جيشٌ من سخام الفحم
يلوي رقبة الزمن الجديد - أجئت كي تدري؟
أجيت لكي ترى هذا الرمادَ
وتزدريهِ..
ضيّعتُ ما يكفي ليعطيني السوادُ يديه
ضيّعتُ اليقينَ وموقنيهِ
وأضعتُ حرفاً واحداً
في كل مفردة من القاموس
أمسكتُ السواد،
وضِعتُ من نفسي،
كأني -في مراياي المضببة- الجميعُ،
كأنني الشبحُ الوحيد.
كأن ذيلي أمتي،
وكأن رأسي منتهاي
وصعدتُ ظهر الليل،
أركز فيه أوهامي،
ويركز فيّ قهقهةً مدوّنةً
على ورق الخرافة
يا صداي،
أنا القتيلُ المطمئن بموته
الصدر المعرّى للطعان،
الطعنة الأولى
السقوط بلا دويٍّ،
رجفة القلب الجبان أمام هذا الموت..
ما أعمى المكان،
وما أناي،
وما أحدّ الليل،
ما أبهى القذيفة
ليلٌ يمد أصابع المسواك في عجلات
مركبة الزمانِ.. تنحّ،
واسحب فوق قبرك
كومة الكره التي منها أتيتَ
ما أدناه في وجه (الخليفة)
ما أظلمَ المعنى الذي بلحاهم،
ما أصمتَ الصرخات،
ما أوهى النهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق