Facundo Jose |
وجهي ليس لي،
وجهي للمرآة التي سقطت قبل قليل
للرخام الرنّان يلتمع على قبر الأحلام عديمة الحيلة
وجهي للتراب الرطب
المغروسة فيه أشجار النظريات الصلبة..
للنحلة تطنّ حول الخوف المزهر في القلوب.
ليس لي..
ولا لأحدٍ سواي
الصورة التي تومض خلف النار
واللسان الثقيل الذي يروي الحكاية
وجهي..
ما يعرف أحد عنه شيئاً
يظهر ويختفي كجلد التاريخ
لا يقترب منه كثيرون
وجهي غراء الكلمات الباهتة التي تكوّن الجملة
وجهي يُسمع ولا يُرى
يذوب ولا يتفتت
يشتعل ولا يضيء
يتدحرج ولا يهوي
يغرق ولا يرسو
وجهي الإضبارة المفقودة من سجنٍ منسي
أرمي به المارة أمام بحيرة العدم الزرقاء
أطعمه للغربان الضالة في منآي البعيد..
وجهي الوحيد
الطيني، الخزفي
ذو الأنف الكبير، مثل ساعة على جدار مهدوم..
لا يصلح زوادة لماء
ولا مخدة للنعاس
لكنه الوجه الأخير
الذي ينظر في عيني القدر
وهو يغلق حانوته كل مساء.