لو أني ودّعتك




لا أعرفُ كيفَ سأحسبُ هذي الليلةَ أخطائي؟
أو كيف سأوقدُ خشبَ الظلمةِ في جفنيّ، لأغفو
وأنا ممحوٌّ من عينيّ إلى عينيّ؟ 
وكيف أقولُ أحبكِ في هذا البئر الهاوي كالنيزكِ؟
كيفَ أضمكِ في صدري، لأسامح حزني؟
يا أنتِ، أأملكُ أن ألمسَ كفيكِ لأعرفَ أين بعدتِ؟ 
وأين سيأخذكِ الميناءُ؟

أهذا الشوقُ المخنوقُ بعينيّ قصيدة حبٍّ؟
هذا القلقُ الكونيُّ يُسمى غزلاً؟
ضميني في شفتيكِ، وقولي: لا تتكلم بعدُ 
لكي لا تخطئ أكثر، قولي عني إن الليلَ بكاءُ الصدفةِ 
إذ تنسى من أين تجيء، بكاءُ الوهمِ إذ المعنى يُبطلهُ.


قولي أنتَ...،  ولا تكتملُ الجملةُ، 
لا يكتملُ المعنى
حتى لا نصبحَ في الغفلةِ 
نصفَ قصيدةِ حبٍّ مهملةٍ
أو بيتاً مهدوراً في لغةٍ ضمرت
كنتُ سألمسُ شعرَكِ، 
لو أني ودعتكِ، 

كنتُ سأسكتُ كالمبهوتِ 
وأرسمُ من حولكِ دائرةَ القديسين، 
وكنتُ -لو اني ودعتكِ-
أعطيتكِ أغنيةً 
كرطوبةِ هذا القلبِ 
وقلتُ انسيها حين تعودينَ،
لكي نتخيلها


فتعالي، الآن، 
أقبّل هذا الخوفَ عليك
تعالي، نكملُ سفراً لم نبدأه، 
ويكتبُ كلٌّ منا للآخر 
بيتاً من شعر الحبّ، 
فنغفو في بيتين بلا سقفٍ 
إلا الصدفة. 

ليست هناك تعليقات: