كأنك لستِ هنا



AGNES CECILE


هذي عيناكِ، اختصهما اللهُ بطقسٍ لا يتوقفُ،
مطرٌ يهطلُ، غاباتٌ تحترقُ،
وعشبٌ أخضرَ ينمو تحت الظلِّ
وهذا وجهكِ، أرسمه بالعاري من أحلامي
فوق حوائطَ ترتفعُ وتهبطُ في أحلامكِ
فتمدين أصابعك الملأى بالأشياء الغجرية
تمحين الوجه وتبقين العينين مضببتين.

تقولين ارسمني لا أبتسمُ
ارسم فزعي، ركضي في اليابس من ورقِ الغابات المحروقة
لا ترسم حلمك.


أتذكر أني لا أتذكر وجهكِ،
أنتِ هواءٌ ينبعثُ من الصمت
ويأخذه رميُ الحجرِ الحرّ على سطح البحرِ
إلى النسيان

أحاول أن أتذكر،
أرسم فوق شفاهكِ أشجاراً
حبلى بثمارِ كواكبَ ومجرّاتٍ
ما من صرخة طفلٍ فيها،
أمحو طرَفَ الخوف عن السهو
كأنكِ لستِ هنا!
ضيّعتُكِ



وأحاولُ أن أتذكر
أرسمُ بيتاً أصفرَ في جبلٍ منسيٍّ
وأسوقُ لهُ غيماً أسودَ
تخفيهِ الظلمةُ،
ضيّعتُكِ؟

لا ترسمني الآن، ستلمحُ وجهي حين
أمدّ أصابعي الملأى بالغربة والأشياء الغجرية
وأشيرُ لك، ارسم..
هذا وجهٌ ستراهُ كأنك لستَ تراهُ
وتنساهُ لكي لا تتذكر
إلا الرغبة فيه،
ولا ترسم من بعد
سوى شوقك أن تتذكره.

ليست هناك تعليقات: