مناحة بيضاء



أمُّكَ أيها النبيُّ
ها أنا ألملم الزجاجَ عن وجهِكَ
ها أبكي فلا يُغرقني دمعيَ
والظلامُ مشربي الوحيدُ
وانشطرتُ مثلُ أي نجمةٍ إلى سؤالين
وقلتُ اعتصري نفسكِ
لا تقسي على طفلِكِ, قلتُ اعتصري الوردةَ
بين القلبِ والقلبِ, وخونيكِ كثيراً

آهِ لم ننجُ كما قلتَ
وهذا شارعي المظلمُ يمتدُّ على الكبريتِ
هذا شارعي الموحشُ
حكّ الجبهةَ البيضاءَ للكونِ بكفيهِ
فأدمى وجعي

أمُّكَ
ها أمسحُ عن نعلِكَ فحمَ الله
- (هل أحرقتنا, أم أحرقونا بكَ)
كفي جمرةٌ بينَ قميصٍ قذرٍ والصدرِ.. تستنجدُ بي
أنتظرُ الوحيَ لأعطيهِ دماً لم ينتظرني

أنتَ..
من سرّحَ عينيكَ بهذا (المشطِ)؟
من كحّل هذا الكونَ من حولِكَ بالبارودِ؟
من عطّر هذا السوقَ بالأجوبة الجاهزةِ

اسمعني..
قليلاً قبلَ أن تذهبَ للناي
وحيداً مفرداً من دونِ عينيكَ..
انتظرني
آه لم أنتهِ من مرثيّتي، لكنّني
أدركتُ أن الله أهداكَ قميصاً أبيضاً
أو غيمةً بيضاءَ
ما عدتُ أرى..
أمّكَ
ها ألزمُ خصري، وجعي
وجهكَ..
أبكيكَ، فلا أغرقُ إلا في السؤالْ

ليست هناك تعليقات: