ماذا لو أطليتِ برأسكِ من نافذة السيارة؟ الهواءُ قبلة ساخنة.. والرطوبة فرسٌ تعدو نحو الآفاق المعلقة، ماذا لو صرختِ كهندية حمراء على التلال المستلقية أمام مداخل قرانا؟ فيستيقظ بعض الأموات الدلمونيين، ويردوا عليكِ الصيحة بالمثل..
ماذا لو خدشتِ الشمسَ التي ترافقنا مثل كلب؟ ففاضَ عسلٌ أبيض مالحٌ، وكئيب، من خدّها الدافئ؟
هذا النهارُ أمنا.. تلتفُّ بمشمرها الأبيض، وتخبئنا فيه.. وحين أحدّق في وجهكِ المتعرّق أعرفُ أسباباً أخرى للبكاء، لكن.. يا حبيبتي، لكن الليل،مقبرتنا الهزيلة، عواؤنا النبيل.. لا تفتحي النافذة.. لئلا تحرق عينيكِ رائحة الغاز المسيل للدموع، ولا تصرخي على التلال لئلا تعتقلين بتهمة التجمهر.. ولا تخدشي القمر، فهو وحده يرى.. من بعيده الغافل، الدم الذي.. ينزّ في الشوارع وهو يتحوّل قليلاً قليلاً وردة حمراء تزيّن مشمر أمنا النهار..
التي تنتظرنا على الطرف الآخر..
من اليوم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق