على الفوضى نطلّ

عدسة: ناهوج سناه


لن تذكريني بعدَ هذا،
لن تري شبحي يصبُّ الشايَ
في قدحٍ من الفخّارِ
وهو يردّدُ اسمكِ ،
ثم تنتبهي فيندلق المساءُ على ثيابِكَ فجأةً
في شكلٍ ذاكرةٍ..

ولن تجدي يديكِ تغادرانكِ
دونَ أن تدرين نحوَ اللمسةِ الأولى
فينفضُ جلدُكِ اللاشيءَ عنهُ،

ولن تحسّي أنني في الريح،
لن تستشعري صوتي مع الشبّاكِ مفتوحاً على
الفوضى..

ستنسيني تماماً،
مثلما لو لم أكن أعطيتُ عينيكِ ابتسامتها
كما لو أنني أغلقتُ ماضينا معاً
وخرجتُ منكِ

وبعدَ هذا
بعد أن لا تعرفيني مطلقاً
إما تصادفنا على دَرَجِ الحياةِ
ستسألينَ بلا اكتراثٍ: "من يكونُ؟
كأنني هو، مثلُ لو أني أناه!"
وعندها سنضيعُ في نسيان
ما كنا نحاولُ أن نضيّعهُ
وينسكبُ التذكرُ .. مرةً أخرى
نضيع

ليست هناك تعليقات: