تلويحة.. للغريق وللوهم




من أعمال الشاعر التشكيلية




هذا هو الحلم
أوقنُ أني رأيتُ أصابعَهُ في ضلوعي
أظافرَهُ تتسلل بين جروحيَ
هذا هو الحلم:

"أطفو على قريةٍ تغرقُ،
الناسُ مرضى بوهم النهاية والموت،
لا شيء في الماء إلا الفراغ،
مناديلُ فارغةٌ من دموعِ الفجيعةِ
أكوابٌ امتلأت بالبكاءِ،
ولكنها فرغت
من نداوة لمساتها،
جثث تتحلل
حتى تصيرَ نهاياتِ أسئلة
هلعٌ في السكون
أساطيرُ مخلوعةُ القلبِ،
أهلٌ بلا أوجهٍ..
يحضنون فراغاً
أظنُّ بأني هو "

الحلمُ؟ ما الحلم؟
وجهي الأخير الذي لا أراهُ،
أنا حين يسرقني ندمٌ
من خطيئةِ ربي،
فمي في فم الماءِ،
قبلةُ موتٍ بلا رغبةٍ
وعيونٌ تحدّقُ في الأزرقِ الذاهلِ
الحلمُ..
هذي البيوتُ المنكسّةُ الرأسِ،
تسبحُ في خدرٍ

كلُ شيءٍ يسيرُ ليومِ القيامةِ،
ماءٌ بلا شاطئٍ أو نجاة
وغرقى يغوصون في قعرِ أحلامهم،
هو حلمي..
وأعرفُ كم هو..
مثلي يخافُ من اليقظةِ الآن،
مثلي
يخافُ بأن الحقيقةَ
ليست سوى حلمٍ
غارقٍ في الفراغ.

ليست هناك تعليقات: