حمى

حُمّ آدم للمرة الأولى بعد هبوطه على الأرض بأسابيع، انتابه ضوء في روحه ربما الحنين، ارتعش جسده الطيني ورشح ماؤه، التهبت النار فيما بين شفتيه، كل نفس بجمرة، رأى فيما لا الحلم ولا العين أفعى من دخانٍ قرمزي، تنزلق على صدره وتصعد فيه، رأى أشجاراً من رماد تشتعل فيها نارٌ سوداء، وكلما أمعن فيها النظر هرّ ورقها المشتعل، ونما لها غيره.
تمتم بالأسماء، وهو يغالب بخاره الذي يتصاعد من جبينه، تأوه آهة الخسران، وأغمض عينيه، قال وهو المغمى عليه المكشوف عنه: ماهذا يا ربي؟ ما الذي أنا فيه؟
لم يقو على فتح عينيه، وبين التهاب روحه وبرودة ما سواها، حاول احتضان جمرة جسده ليدفئ العالم، غمغم ثانية منادياً إلهه، لكنه تبول في مكانه، ارتعشت شفتاه، ولم يغالب نشيجاً اعتراه، بكى، وهو يهذي، ويقضم تفاحةً لم تكن بين أسنانه التي تصطك من البرد.

ليست هناك تعليقات: