ما الحرية؟ وما القيد؟ ما نقيضها؟ وإلى أين تفضي؟ ما الثمن المتوجب دفعه للحصول عليها؟ وكيف لهذا الثمن الذي ندفعه أن يؤثر على كسر فهمنا لهذه الحرية؟ أو تشويش فهمنا لها، من يدفع ثمنها؟ هل نحن ندفع ثمن حريتنا، أم سوانا هو من يدفع الثمن؟ من سوانا هذا، من غيرنا؟ أهو العدو الذي يسلبنا إياها؟ أم هو ضحية مثلنا، هل نسلب من الآخرين حريتهم لنحظى بحريتنا؟
أية حرية هذي التي نتحدث عنها، وهي ماعادت مثالاً ولا غاية بالنسبة للكثيرين، إنها حرية مخيفة للجميع، بما هي قادرة على خلق أشدّ المتطرفين، وأعنف المجرمين، هي حرية تقبع تحت أكوام من القلق من مآلاتها، لأنها ببساطة قادرة على الذهاب بالقتلة والسفاحين والإرهابيين والمتشددين نحو إلغاء ما تهدف إليه من محبة ومساحات مشتركة وفضاء تعايش. من يمكنه اليوم القول إن هؤلاء الإرهابيين لم تخلقهم الحرية؟ أو لم تساهم في خلقهم أو خلق بعضهم؟ من جهة لا يمكنك حجب الحرية عن أحد، ولابد من منحها للجميع، ومن جهة ثانية لا يمكنك أن تعرف كيف سيتصرفون بهذه الهبة، وكيف سيستغلونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق