لا من شفة، وإلى لا شفة






هوذا صمتي جدارٌ بين صرختين  
هذا هو صمتي، كما تتخيلينه 
حيادي المتوقع حيال صرختك الخائفة  
وانهدادكِ الذاوي 
هذا هو صمتي، 
يدٌ كمامةٌ 
للمعة البكاء في عينيكِ 
أمسح زجاج الشاشة، 
ألمس جلدكِ المرتعش
ليهدأ هذا الطائر الراقد تحته 
ليحرّك ريشه في اتجاه الأغاني
ما أشرنا نحو موجٍ 
يأخذ في عودته البلاد
أشرتُ نحو عنقكِ
أشرتِ نحو الضباب، وقلتِ: الوقت
التفافُ ورقٍ حول الحكايا
شدّيني إليكِ، اقتلعيني من الغبار
صمتي، بين الضوء وحشرجة الهرب
صمتي، بين احتضانكِ
وأثر قدم الخريف على طريق الوداع
حلمت أن صرخة ما
لا من شفة وإلى لا شفة 
حلمت أن صرخةً صارت قبلة 
حلمت أن في الصدر، حيث تُربى أفراخ اللمسات 
ماتت كلمة. 
هو ذا صمتي، ينبت كالزغب على شفتي
وأنت تجسينه بأصابعك الخائفة 
وتقولين: اصرخ، اصرخ 
كي نحبس صدى لا وطن له 
في منفى صدورنا 
نحن الذين بلا وطنٍ
ولا حكايا.


ليست هناك تعليقات: