لا يجبرك الوقت



سوفَ تنسين على مهلِكِ، 
لا شيء سيبقى كاملاً مني، 
ولا شيء من الوهم الذي 
عني ستبنين بديلاً، سيضيعْ 
سوف تنسين يدي، ما لمست كفّك يوماً 
-ستقولين- وما ذابت على خدّك 
كاللون على اللوحة. 
ها قد محيت، أو نصفها، ها هي ذي 
كفٌّ من النصف بلا معنى، تجسّ الصمت في صمت وتخفي الكلمات.. 
سوف تنسين فمي: (لم يقل الكلمة! هل قال؟
ولم يعيَ بها حيناً!) وتنسين على مهلك صوتي
(ربّما مرّ أمامي فجأة، لكننا لم نتحدّث مطلقاً)
ها قد تلاشى نصفه، أعني فمي، أعني الذي يشبه صوتي فيه، أعني ما أقول. 
(ألهُ وجهٌ؟ إذن لم أره من قبل!) 
تنسين على مهلك شعري، 
شفتي، قلبي، دمي 
إذ هو في جسمي حريقٌ، 
وبعينيكِ صقيع..
وستنسين
على مهلك، لا يجبرك الوقت،
كما تبهت في الشمس المناديل
كما يسفو غبارٌ فوق وجهٍ حائرٍ 
مثل صدىً مرّ وما مرّ
ستنسيني، وأُمحى
وأنا الممحوّ
في بعض ظلالي ربما قد يلمح العابر
ما كان أنا مني
وقد يسهو، فلا يعرفني
لكنه لو أمعن التحديق
في عينيّ 
لو دقّق فيما يتبقى فيّ من معنى
فحتماً سيراك.

ليست هناك تعليقات: