لم أصدّق يديها اللتين
على مهلٍ مسّتا حلمي،
غير أنيَ صدّقتُ وهمي..
وحاولتُ أن لا أرى،
حينما تلمسُ الروحُ جسمكَ
أو تتلاشى بهِ
لا يصيرُ الفراغٌ الذي
بين معنى الحقيقة والوهم
شيئاً مهماً،
لذلك صدّقتها،
أو كذبتُ على قلقي،
ووقعتُ بها،
كانت الأغنياتُ
ببطءٍ تمرُّ على جسدينا،
ودفءُ الأريكةِ
نهرٌ من التوتِ
يجرفُ كلَ مخاوفَنا
والكلامُ الذي ينقرُ الصمتَ
في فخذهِ
يتوقفُ بين الظلامِ الخفيفِ
ونافذةِ المطبخِ
استرقي السمعَ للنايِ
يكسرُ فوقَ الكلامِ حكاياتهِ
ويقولُ تركتكما
للذي يتأخرُ، كي لا يجيء
اتركيني أرى بين نهديكِ ماضيَّ،
قلتِ صغيرانِ..
لا يكفيانِ لتلويحةٍ في الفراقِ
وقلتُ هما رغبتي في الموانئَ
صدّقتُ أنهما خالدينِ،
وقلتُ سأودعُ صمتي
على ليلتينِ بلا قمرٍ،
والحقيقةُ أني خشيتُ من الصمتِ
أصرخُ فيكِ:
- الشتاءُ هنا،
فاتركي شفتيكِ على جسدي
كنزتين من الحزنِ
لكنني كنتُ أعرفُ
كم باردٌ جسدي،
ويديكِ على مهلٍ
تتركاني لأسقطَ
لا أعرفُ الآنَ كيفَ أقولُ أحبكِ
فاحتضنيني
لأسمعَ روحيَ بين ضلوعكِ
قولي (أحبكِ) عني لعينيكِ
حين تريني تلعثمتُ،
لا تتركيني وحيداً،
دعي الهاتفَ الآنَ
يشرقُ في صوتهِ،
والمسيني
لكي
أطمئنّ.
***
أقولُ كلاماً عن الحب
يشبه ركض الزرافات
في الجهة الفارغة
أحبكِ أو لا أحبكِ، ما همّ؟
ما الحبُّ إلا جحيماً
تكثّف من نصفٍ
وهمٍ ونصفِ الحقيقةِ،
لا تقرئي ما أقولُ عن الحبِّ،
كي لا تضلّي الطريقَ إليّ
اسمعي ما نسيتُ من القول،
وانتظريني..
افتحي بابكِ الأزرق،
انتظريني
ولا تلمسي مقبض البابِ
خلّي كتاباً عن الحبّ
ما بينه والصدى
واتركي الكلمات التي نسيت فيه
تهربُ منه إلى الحقل
ما همّ إن لم أحبّك أو لم تحبينني
حين تلدغُ عينيكِ أفعاهُ
تكتشفين كم الحب
في أن نرى الحبّ
لا أن نصدّقه
حين تبكين،
لا تكتبي لحبيبكِ
–أقصدني أو سواي-
رسالة حبٍّ
ضعي سلة
تحتَ ضوءِ المساءِ الخفيفِ
ستسقط فيها نجوماً من الحزنِ
سيري أمامَ الحديقةِ
وارتبكي فجأة،
أوقعي سلةَ الحزنَ
وابتسمي..
دونما سببٍ،
واكتبي ما ترين،
احلمي أنه الحلم وانسيه
ما الحبّ؟
هل هو إمساكُ ما لا نراه
بصنارةِ الشهوات؟
أم المشيُ في غابةٍ بيدينِ مقيدتين؟
الفريسةُ أم وهمُ صيادها؟
وأحبكِ
لا أعرفُ الآن كيفَ أقولُ أحبكِ
لا أعرفُ الآنَ كيفَ أحبكِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق