الأول: من أين لي أن أعرف؟ كل ما حولي معمّى عليّ، كل ما أريده وراء المجهول. الإله؟ أين هو؟ لقد توقفت الآلهة عن تلبس شكل التماثيل الجميلة، واختارت تختفي في الغياب. التاريخ؟ الآن صاروا يقولون إنه ليس في الكتب، وما في الكتب إلا الدجل والهراء. القادة يطبخون جثة العالم في غرف سرية، الإعلام فم كبير مغلق، ونحن داخله.. المعرفة؟ تلك الجرة المظلمة؟ كلما سقطت وتفتت اكتشفنا أنها في جرة أخرى، من أين أعرف؟ لا شيء حقيقي، ولا شيء من صنع الخيال، إحساسي مزور، والورقة التي كُتبت فيها الكلمة تذوب في ماء التوهم. أعرف؟ ماذا أعرف؟ ماذا تعتقدني أعرف؟
حتى هي، مثل أي إله أحمق اختارت الاختفاء، وعليّ كل يوم أن أتخيل صورتها وأواجه الحقيقة الوحيدة المتبقية: (أنا لا أعرف). لا يا صاحبي، لن أعبد إلهاً لا أراه، ولن أحب امرأة لا ألمسها.
الثاني: ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق