أمي





ما نظرت إلى عينيك إلا وتهيأ لي أني أضع مشطَي كفيَّ عليهما، حتى لتشعرين في عينيك بحرارتهما، وأشعر أنا بوخز رموشك. ما نظرت إليهما إلا وتهيأ لي أن دمعتين ساخنتين منهما انزلقتا بين كفي وخديك، حتى ترتجف كلمة في مغارةٍ من الدويّ المجهول، وترتعش يد وعين ودمعة كأنما معبداً قد انهار، أو إلهاً سقط مترنحاً بعد طول وقوف.
ما نظرت إلى عينيكِ، إلا وعضضتُ ذيل الصدى الخشن، ووقفت على رأس طويّ منسي، شاهقاً متزفراً، وناظراً نحو الفراغ، أو نحو صورتي منعكسة فيه، باحثاً عن وجهك البعيد، في عيني الغائمتين بالدمع.

ليست هناك تعليقات: